سورة يس من الآية (1 إلى الآية 11)
⏪التعريف بالسورة:
سورة يس سورة مكية ماعدا الآية " 45" فمدنية .عدد آياتها 83 ، ترتيبها السادسة والثلاثون في المصحف، نزلت بعد سورة الجن، من السور المثاني، بدأت بأحد حروف الهجاء " يس "، وقد تناولت مواضيعَ أساسيةً ثلاثة هي: الإيمان بالبعث والنشور، وقصة أهل القرية، والأدلة والبراهين على وحدانية رب العالمين.⏪سبب التسمية:
سُميت السورة " سورة يس " لأن الله تعالى افتتح السورة الكريمة بها وفي الافتتاح بها إشارة إلى إعجاز القران الكريم.⏪سبب نزول السورة :
🔺قال أبو سعيد الخدري: كان بنو سلمة في ناحية من المدينة فأرادوا أن ينتقلوا إلى قرب المسجد فنزلت هذه الآية (إِنَّا نَحْنُ نُحْيي المَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّموا وَآثَارَهُم ) فقال له النبي :إن آثاركم تكتب فلم تنتقلون .🔺عن أبي مالك إن أُبيّ بن خلف الجُمَحيّ جاء إلى رسول الله بعظم حائل ففته بين يديه وقال : يا محمد يبعث الله هذا بعد ما أرِمْ ؟ فقال : (نعم ) (يبعث الله هذا ويميتك ثم يحييك ثم يدخلك نار جهنم ) فنزلت هذه السورة .
⏪فضل السورة:
⇯أخرج البزار عن أبي هريرة قال : قال رسول الله: "إن لكل شيء قلباً، وقلب القرآن يس، وددت أنها في قلب كل إنسان"⇯كما روي بإسناد جيد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له في تلك الليلة".
⇯وأخرج أحمد وغيره، عن معقل بن يسار أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "يس قلب القرآن، لا يقرؤها عبد يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له ما تقدم من ذنبه، فاقرؤوها على موتاكم".
⏪شرح مفردات الآيات الكريمة:
⇯يس: أحد الحروف المقطعة ويقرأ ياسين⇯الْحَكِيمِ: المُحْكَم بما فيه من أحكامه، وبيّنات حججه.
⇯صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ: دين قويم لا اعوجاج فيه.
⇯مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ: لم ينذر آباؤهم حتى جاءهم محمّد صلى .
⇯فَهُمْ غَافِلُونَ: ساهون عن الإيمان والرشد.
⇯حَقَّ الْقَوْلُ: وجب العذاب.
⇯أَغْلَالاً: قيودا تشد أيديهم إلى أعناقهم.
⇯مُقْمَحُونَ: رافعو رءوسهم.
⇯سَدًّا: حاجزاً ومانعا.
⇯فَأَغْشَيْنَاهُمْ: جعلنا على أبصارهم غشاوة وغطاء.
⇯اتَّبَعَ الذِّكْرَ: آمن بالقرآن واتّبع ما فيه.
⇯وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا: في الدنيا من عمل.
⇯وَآَثَارَهُمْ: ما فعلوه من حسن أو سوء.
⇯أحْصَيْنَاهُ: كتبناه وأثبتناه وحفظناه.
⇯فِي إِمَامٍ مُبِينٍ: في اللوح المحفوظ (أم الكتاب) .
⏪مضامين الآيات الكريمة:
⇯بيانه سبحانه أن القرآن الكريم كتاب لا يلحقه تغيير أو تبديل، مع تأكيده أن محمدا r نبي مرسل على طريق مستقيم بعث من أجل الإنذار والتوجيه .
⇯تصويره عز وجل حال المشركين في ضلالهم وغيهم بحال من غلت يده وجمعت مع عنقه، وذلك لأنهم لا يذعنون للإيمان ولا يخضعون رؤوسهم له . ⇯بيانه تعالى أن من عششت في قلبه شهوات الطغيان وجثم على عقله ظلام الضلال؛ لا تنفعه التهديدات ولا الزواجر.
⇯تأكيده جل وعلا أن النذراة لا تنفع إلا من اتبع طريق الحق والهدى، مع بيان قدرته وعظمته في كونه المحي والمميت والمحصي لكل شيء.
⏪الدروس والعبر المستفادة من الآيات:
⇯القرآن الكريم معجزة النبي محمد r الخالدة والمتجددة، والدالة على صدق نبوته ورسالته.⇯من رحمة الله تعالى إرسال الأنبياء والرسل وإنزال الكتب، فلا يدع عباده دون إنذار وتوجيه، وهي نعمة تستحق الشكر.
⇯بيان أن الذنوب تقيد صاحبها وتحول بينه وبين فعل الخير أو قبول الحق.
⇯من سنن الله في خلقه، أن من كذب برسالاته، يشقى في الدنيا والآخرة، وأن من رفض الحق قبل الباطل، ومن رفض العقل سيرته الشهوة.
⇯من جعل القرآن إمامه، سعد في حياته وقاده إلى الجنة في مماته.
⇯بيان أن من سن سنة حسنة أو سيئة يعمل بها بعده، يجزى بها كما يجزى على عمله الذي باشره بيده.
⇯علم المؤمن بقيام البعث والنشور وإحصاء الأعمال، دافع له إلى الإستقامة وحسن العمل، والإسراع إلى الإنابة والتوبة إلى الله تعالى.