ملخص درس المغرب تحت نظام الحماية | الثانية باكالوريا مسلك الآداب و العلوم الإنسانية

ملخص درس المغرب تحت نظام الحماية | الثانية باكالوريا مسلك الآداب و العلوم الإنسانية

🔺تقديم إشكالي: توجت الضغوط الاستعمارية التي تعرض لها المغرب خلال القرن 19م ومطلع القرن 20م بفرض نظام الحماية سنة 1912م من طرف فرنسا وإسبانيا، في ظل ظروف داخلية وخارجية لم تكن في صالحه. فما السياق التاريخي لفرض نظام الحماية على المغرب؟ وما الأسس والأجهزة التي قام عليها؟ وما مظاهر وحصيلة المقاومة المسلحة للقبائل المغربية؟

⏪السياق التاريخي لفرض نظام الحماية على المغرب ومضمون معاهدة فاس:

🔺سياق فرض الحماية على المغرب:

عاش المغرب منذ نهاية ق 19م أوضاعا متأزمة مهدت لوضعه تحت نظام الحماية سنة 1912م، حيث عرف أوضاعا داخلية صعبة، تمثلت في الأزمة المالية الحادة التي دفعت بالسلطان عبد العزيز إلى الاقتراض الخارج، واعتماد ضريبة الترتيب، كما كان للثورات الداخلية (ثورة الجياللي الزرهوني، وثورة الريسوني) دورا في تأزيم أوضاع المغرب، إضافة إلى احتلال وجدة والدارالبيضاء سنة 1907م. أما على المستوى الخارجي فكان المغرب حلقة أساسية في التنافس الإمبريالي منذ نهاية ق 19م، عقد من أجله مؤتمرات دولية (مؤتمر مدريد سنة 1880م، الجزيرة الخضراء 1906م) استطاعت فرنسا من خلاله إزاحة خصومها بعقد مجموعة من التسويات الثنائية مع ايطاليا سنة 1902م، ومع بريطانيا سنة 1904م، ثم مع إسبانيا سنة 1904م وأخيرا مع ألمانيا سنة 1911م.

🔺مضمون بنوذ عقد الحماية 30 مارس 1912م:

أمام تزايد الغليان الشعبي تجاه ضعف المولى عبد العزيز لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية، تمت مبايعة أخيه المولى عبد

الحفيظ سنة 1908م الذي لم يستطع تحقيق آمال المغاربة أمام ازدياد الضغط الفرنسي، وانتهى الأمر بإرغام السلطان على توقيع

معاهدة الحماية في 30 مارس 1912م، من أهم بنودها׃

⇯تأسيس نظام جديد بالمغرب يتضمن عدة إصلاحات (إدارية واقتصادية وقضائية...)؛

⇯احترام وجود المؤسسة السلطانية الشريفة والمقومات الدينية الإسلامية للمغرب؛

⇯تنظيم حكومة مخزنية محلية، وتمثيل الحكومة الفرنسية بالمغرب بواسطة مقيم عام؛

⇯احتلال المغرب عسكريا لضمان الأمن والسلام في البلاد وتأمين المعاملات التجارية.

ورغم أن مفهوم الحماية يحافظ نظريا على استقلال المغرب تحت سيادة السلطان، فإن الواقع العملي يعطي السلطة الحقيقية لمؤسسة الإقامة العامة.

⏪أسس وأجهزة مؤسسات نظام الحماية بالمغرب:

🔺الأجهزة السياسية والإدارية في منطقة النفوذ الفرنسي:

أحدثت فرنسا إدارة فرنسية لترسيخ سلطتها مع الاحتفاظ بالأجهزة المخزنية تمثل الإدارة المغربية ولها سلطة شكلية، وقد توزعت بين إدارة مركزية وإقليمية ومحلية:

الادارة الفرنسية على المستوى المركزي׃ تتمثل في الإقامة العامة التي يرأسها المقيم العام، يمثل الجمهورية الفرنسية، ويسير

المصالح الإدارية والعسكرية... بإقامة مجموعة من المديريات (الوزارات) مثل مديرية الأشغال العمومية، مديرية الفلاحة والتجارة....

الإدارة الفرنسية إقليميا وجهويا׃ تمثلت في المناطق العسكرية التي يترأسها ضباط الشؤون الأهلية في المناطق العسكرية (فاس،

مكناس، أڭادير ومراكش) والمناطق المدنية (الدار البيضاء، الرباط، وجدة)، التي يرأسها المراقبون المدنيون.

الإدارة الفرنسية على المستوى المحلي: تم تقسيم المدن إلى بلديات يترأسها الباشوات، وتقسيم المجال القروي إلى مراكز ودوائر

قروية تحت سلطة القواد، الذين يختارون من بين الأعيان أو الضباط العسكريين المغاربة العاملين في الجيش الفرنسي.

الإدارة المغربية في منطقة النفوذ الفرنسي: يرأسها السلطان الذي يمثل السلطة الدينية، ويمارس سلطة شكلية، يمضي الظهائر،

يساعده الصدر الأعظم في الإشراف على إدارة وزارتي العدل والأوقاف.

🔺الأجهزة السياسية والإدارية في منطقة النفوذ الإسباني:

⇯الإدارة الإسبانية على المستوى المركزي׃ يرأسها المندوب السامي الإسباني بتطوان، يمثل الدولة الإسبانية بالمنطقة ويراقب مهام خليفة السلطان، ويسير شؤون المنطقة عن طريق إقامة عدة نيابات (الوزارات) مثل الأمور الأهلية، نيابة الثقافة والتعليم، نيابة الاقتصاد والفلاحة والميزانية...

⇯الإدارة الإسبانية على المستوى المحلي׃ يشرف القنصل على المدن التي يرأسها الباشوات والضابط العسكري في البوادي التي

يرأسها القواد.

⇯الإدارة المغربية: تشكلت مركزيا من خليفة السلطان له سلطة محدودة، تتمثل في إصدار الظهائر، إلى جانب إدارتي العدل والأحباس.

⇯منطقة طنجة: فقد عرفت نظاما دوليا تحت نفوذ ثالث هيئات وهي المجلس التشريعي، ولجنة المراقبة (مؤلفة من قناصل الدول الموقعة على مؤتمر الجزيرة الخضراء)، والسلطة التنفيذية.

⏪امتداد حركة المقاومة المسلحة بالمغرب وأهم مميزاتها:

🔺مراحل الاحتلال العسكري للمغرب ورد فعل المقاومة المسلحة:

تطلب إخضاع المغرب مدة زمنية طويلة امتدت من 1912الى 1934عبر مراحل:

⇯ماقبل 1912م احتلت فرنسا مناطق المغرب الشرقي (واحات الجنوب الشرقي وجدة) والمناطق بين البيضاء وفاس، أما اسبانيا فقد احتلت سيدي إفني وبعض المناطق بالشمال.

⇯1912/1914 :استولت فرنسا على سهول عبدة ودكالة والحوز ومناطق تازة مكنت فرنسا من ربط مناطق الشرق بالغرب.

⇯1914/1920 :جبال الأطلس الكبير والمتوسط وبعض الواحات في الجنوب الشرقي.

⇯1921/1926 :منطقة الريف وبعض المناطق بالأطلس المتوسط.

⇯1931/1934 :المناطق الصحراوية

وقد رافق الاحتلال العسكري للمغرب اندلاع مقاومة مسلحة طيلة مدة التغلغل العسكري:

⇯في الجنوب: بقيادة احمد الهيبة، انهزم أمام الجيش الفرنسي في معركة سيدي بوعثمان 7/9/1912 ،ثم تابع مربيه ربه قيادة

المقاومة إلى حدود سنة 1934م.

⇯في الأطلس المتوسط: بقيادة موحى وحمو الزياني الذي هزم الفرنسيين في معركة لهري سنة 1914م وكبدهم خسائر ثقيلة.

⇯في الأطلس الكبير والصغير: بقيادة زايد أوحماد وعسو وبسلام ومن أهم معاركه ضد فرنسا معركة بوغافر 1933م الذي كبد

المستعمر خسائر فادحة.

⇯في منطقة الريف: قاد المقاومة الشريف محمد أمزيان سنة 1912م، ثم محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي انتصر على الإسبان في معركة أنوال 1921م، غير أن استعمال الغازات السامة اضطرته إلى االستسلام سنة 1926م.

🔺مميزات المقاومة المسلحة المغربية:

تطلب احتلال المغرب عسكريا مدة طويلة (1912-1934م) وذلك بفضل قوة المقاومة المسلحة المغربية وحسن تنظيمها رغم

استعمالها لوسائل وأسلحة تقليدية بسيطة وأسلحة الغنائم العسكرية من المعارك، مقارنة مع التفوق العسكري للمحتل المكون من جيش نظامي مجهز بأسلحة متطورة، إضافة إلى ارتفاع الروح القتالية للقبائل والتفافها حول زعماء المقاومة، وقد ساهمت مجموعة من العوامل في توقف المقاومة المسلحة، أهمها:

⇯خيانة بعض القواد المغاربة، وتعاونهم مع جيش الاحتلال الفرنسي ضد المقاومة؛

⇯تباين ميزان القوة بين المقاومة المسلحة المغربية وقوات الاحتلال الأجنبي، لتوفر هذه الأخيرة على وسائل وإمكانات مادية كبيرة؛

⇯استعمال جيوش الاحتلال لأسلحة مدمرة، والغازات السامة خاصة في حرب الريف؛

⇯عدم التنسيق بين المقاومات المغربية.

🔺خاتمة: إذا كان نظام الحماية ظاهريا يهدف إلى تحقيق الامن وتنمية المغرب اقتصاديا وإداريا وعسكريا... فإن جوهره الحقيقي هو استغلال ثروات البلاد لما يخدم مصالح الدولتين الاستعماريتين.

إنجاز: الأستاذ نورالدين الشوح