ملخص درس العالم غداة الحرب العالمية الأولى | الثانية باكالوريا مسلك الآداب و العلوم الإنسانية

ملخص درس العالم غداة الحرب العالمية الأولى | الثانية باكالوريا مسلك الآداب و العلوم الإنسانية



🔺تقديم إشكالي: خلفت الحرب العالمية الأولى آثارا عميقة على شعوب أوربا والعالم، وتعمقت انعكاساتها بعد مؤتمر السلام. فما ظروف انعقاد مؤتمر السلام ومعاهدات الصلح؟ وما التحوالت السياسية والترابية في أوربا بعده؟ وما أثر الحرب العالمية الأولى على مكانة أوربا في العالم؟

⏪ظروف انعقاد مؤتمر السلام ومعاهدات الصلح

🔺ظروف انعقاد مؤتمر الصلح.
انعقد مؤتمر السلام في قصر فرساي بباريس سنة 1919 م بعد انتهاء ح ع 1 ،وقد تميزت ظرفية انعقاده وقراراته بمجموعة من الحيثيات:
⇯احتكار الأربعة الكبار (فرنسا، بريطانيا، ايطاليا والولايات المتحدة األمريكية) لمداولات وقرارات المؤتمر وتوجيهها لخدمة مصالحها.
⇯غياب الدول المنهزمة المعنية بالمؤتمر وعدم استدعاء روسيا البلشفية.
⇯الاختالف بين الدول الكبرى المنتصرة حول شروط إقرار السلم، خاصة بين فرنسا الراغبة في إضعاف ألمانيا، وانجلترا المتمسكة بفكرة الحفاظ على التوازن داخل أوربا، وإيطاليا التي لم تكن قرارات المؤتمر في مستوى تطلعاتها الترابية، إلى جانب الحضور القوي للمصالح الأمريكية من خلال المبادئ 14 للرئيس ولسون.
🔺بنود معاهدات السلام
⇯معاهدة فرساي: تضمنت شروطا جد قاسية على ألمانيا تمثلت في: - الشروط الترابية: عودة منطقة الألزاس واللورين إلى السيادة الفرنسية، اقتطاع أراضي لصالح الدول المجاورة، توزيع المستعمرات الألمانية لصالح الدول المنتصرة. 
- الشروط العسكرية: تجريد منطقة الراين من السالح، تحديد الجيش الألماني، إلغاء الخدمة العسكرية 
- الشروط المالية: فرض تعويضات مالية على ألمانيا حددت في 132 مليار مارك ذهبي.
⇯معاهدة سان جرمان: سنة 1919م فرضت على إمبراطورية النمسا - المجر بموجبها تم فصل النمسا عن المجر وظهور دول جديدة على أنقاضها كيوغوسالفيا وتشيكوسلوفاكيا.
⇯معاهدة نويي: سنة 1919م فرضت على بلغاريا، بموجبها تم اقتطاع أجزاء منها لصلح الدول المجاورة وتحديد قواتها العسكرية.
⇯معاهدة تريانون: سنة 1920م على هنغاريا، بموجبها تم اقتطاع أراضي لصلح الدول المجاورة وتحديد قواتها العسكرية.
⇯معاهدة سيفر: سنة 1920م فرضت على الإمبراطورية العثمانية، فقدت من خاللها كل الأراضي الأوربية باستثناء إستنبول درنة، كما فقدت كل الأراضي العربية التي أصبحت خاضعة لالنتدابين الفرنسي أو الإنجليزي.
🔺مخلفات معاهدات السلام على الصعيد الأوربي والعالمي
عرفت معاهدات السلام تباينا كبيرا في مواقف الدول، وقد خلفت وضعا سياسيا جديدا على الصعيد العالمي تمثل في:
 - مطالبة إيطاليا والدول المنهزمة بمراجعة بنود معاهدات الصلح 
- وضع المشرق العربي تحت الانتدابين الفرنسي والبريطاني 
- بروز تيارات قومية بأوربا وميلاد أنظمة دكتاتورية 
- اندالع حركات ثورية وتحررية بالمستعمرات.

⏪التحوالت الترابية والسياسية لأوربا بعد مؤتمرات السلام.

🔺التغيرات الترابية لخريطة أوربا السياسية بعد الحرب العالمية الأولى.
نتج عن تطبيق معاهدة فرساي وباقي معاهدات السلام إحداث تغيرات ترابية كبيرة على الخريطة السياسية لأروبا منها:
⇯تفكيك الإمبراطوريات التقليدية الكبرى كالإمبراطورية النمساوية الهنغارية، والإمبراطورية العثمانية وقبلها الإمبراطورية الروسية التي أطاحت بها الثورة البلشفية 1917م؛
⇯ظهور دول جديدة على الخريطة السياسية لأروبا مثل بولونيا، يوغوسالفيا، تشيكوسلوفاكيا وفنلندا على حساب الدول المنهزمة؛
⇯توسيع بعض الدول لمجالها الترابي مثل رومانيا وفرنسا؛
هذا الوضع الجديد لأروبا تضمن وضعية معقدة وقابلة لالنفجار، سواء من خلال زيادة الخالفات الحدودية، أو تعدد القوميات داخل الدولة الواحدة كيوغوسالفيا (صرب، كروات، ألبان...) أو تشتيت قوميات على عدد من الدول كالجرمان.
🔺تأسيس عصبة الأمم المتحدة لتنظيم العلاقات الدولية.
تأسست عصبة الأمم سنة 1919م باقتراح من الرئيس الأمريكي ولسون، انطالقا من مبادئ ولسون الأربعة عشر، وذلك من أجل تنظيم العلاقات الدولية وضمان الاستقرار والسلم العالميين، واتخذت من جنيف بسويسرا مقرا لها، غير أنها عجزت عن حل المشاكل السياسية الكبرى.
🔺تحول الثقل الاقتصادي العالمي إلى خارج أوربا
واجهت أوربا مشاكل اقتصادية كبرى بعد الحرب العالمية الأولى، أفقدتها مكانتها الاقتصادية العالمية لصالح قوى اقتصادية جديدة، أهمها الولايات المتحدة الأمريكية واليابان، ومن أهم عوامل تحول الثقل الاقتصادي العالمي إلى خارج أوربا:
⇯تزايد واردات أوربا مقابل تراجع صادراتها، مما اضطرها إلى اللجوء إلى الاقتراض لسد عجز ميزانها التجاري، 
⇯ثقل الخسائر البشرية والمادية لدول أوربا من جراء الحرب 
⇯تجزئة المجال الأوربي نتيجة مخلفات معاهدات الصلح، وتنامي الحواجز الجمركية 
⇯تنامي االنقسامات السياسية والتوترات الاجتماعية في عدد من الدول الأوربية بعد الحرب 
⇯فقدان الأسواق التقليدية خاصة في أمريكا الالتينية وروسيا الاشتراكية
⇯تراكم الديون الخارجية على أوربا من أجل إعادة بناء الاقتصاد، خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية.
🔺خاتمة: خلفت معاهدات الصلح عقب الحرب العالمية الأولى مجموعة من الاختلالات والتي كانت بمثابة الشرارة لظهور توترات دولية جديدة عجزت عصبة الأمم عن حلها مما سيوقد العالم إلى خوض حرب عالمية ثانية.

إنجاز: الأستاذ نورالدين الشوح
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -