ملخص درس القضية الفلسطينية (جذور القضية وأشكال التمركز الصهيوني) | الثانية باكالوريا مسلك الآداب و العلوم الإنسانية
🔺تقديم إشكالي: بدأت القضية الفلسطينية مع ظهور الحركة الصهيونية والتوغل الإمبريالي في المشرق العربي، حيث عملت بريطانيا على تسهيل إقامة دولة يهودية بفلسطين، بعد وعد بلفور. فكيف نشأت المنظمة الصهيونية؟ وكيف تحالفت مع بريطانيا لاستعمار فلسطين؟ وما هي أشكال التمركز الصهيوني في فلسطين والمقاومة التي واجهته؟
⏪نشأة المنظمة الصهيونية وتحالفها مع بريطانيا لاستعمار فلسطين:
🔺نشأة المنظمة الصهيونية وأهدافها:ظهرت الحركة الصهيونية منذ القرن 19م وهي حركة سياسية، ودينية، وقومية، وعنصرية، واستعمارية، عالمية، استهدفت إنشاء وطن قومي لليهود، ويعتبر تيودور هرتزل (Herzl Theodor ) وحاييم وايزمان من أهم زعمائها، عقدت أول مؤتمر لها في مدينة بال السويسرية سنة 1897م، انبثقت عنه المنظمة الصهيونية العالمية، التي استطاعت أن تحصل على وعد بلفور سنة 1917م بإقامة وطن لليهود في أرض فلسطين، وقد أنشأت المنظمة الصهيونية عدة أجهزة لتحقيق أهدافها، منها:
الوكالة اليهودية: تشرف على تنظيم الهجرة إلى فلسطين وتسهيل استيطانهم
- المصرف الاستعماري اليهودي: الذي يتولى نفقات الخدمات العامة؛
الصندوق القومي اليهودي: الذي يقوم بشراء الأراضي في فلسطين
- مكتب فلسطين: الذي يشرف على استعمار الأراضي وتوطين اليهود؛
الصندوق التأسيسي: الذي يتولى جمع التبرعات وتمويل الهجرة
- مليشيات عسكرية: وهي مجموعات مسلحة تستعمل العنف ضد الفلسطينيين من أبرزها "الهاغانا، الأراغون".
🔺التحالف الصهيوني البريطاني لاستعمار فلسطين:
تمكنت المنظمة الصهيونية من إقناع بريطانيا بتشكيل دولة يهودية بفلسطين، فصرح وزير خارجيتها بلفور في 1917م بأن بريطانيا ستسهر على إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين (وعد بلفور 1917م)، وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى وفرض الانتداب البريطاني على فلسطين سنة 1920م، عينت بريطانيا مندوبا ساميا يهوديا (هربرت صمويل) على المنطقة لتطبيق ما جاء في صك الانتداب، كإنشاء الوطن القومي اليهودي والاعتراف بوكالة يهودية تساهم في تسيير الشؤون الاقتصادية والاجتماعية... إلى جانب إدارة فلسطين، التي تتولى وضع القوانين وتسهيل هجرة اليهود وحصولهم على الجنسية الفلسطينية.
⏪أشكال التمركز الصهيوني في فلسطين والمقاومة التي واجهته:
🔺أشكال ووسائل التمركز الصهيوني في فلسطين:اتخذ التمركز الصهيوني بفلسطين عدة أشكال يمكن إجمالها فيما يلي:
- فتح أبواب الهجرة اليهودية إلى فلسطين على مصراعيها تحت إشراف الوكالة اليهودية؛
- تزايد عدد المستوطنات اليهودية في فلسطين.؛
- تطور الاستثمارات اليهودية في المشاريع الصناعية والتجارية بفلسطين، بفعل الامتيازات في ظل الانتداب البريطاني؛
- تفويت مساحات شاسعة من أراضي الفلسطينيين إلى اليهود؛
- نهج سياسة اقتصادية تستهدف حماية الاقتصاد الصهيوني بمنحهم عدة امتيازات؛
- ممارسة حصار اقتصادي على الفلاحين والصناع والحرفيين الفلسطينيين، وإثقالهم بالضرائب مما دفعهم إلى بيع أراضيهم لليهود؛
- تسليح اليهود وتأسيس منظمات عمالية وعسكرية صهيونية، كمنظمة أراغون و "الهاغانا" التي تأسست في القدس سنة َ1921م بهدف الدفاع عن اليهود وممتلكاتهم وترويع الفلسطينيين.
🔺تطور المقاومة الفلسطينية للتمركز الصهيوني:
انطلقت المقاومة الفلسطينية منذ وعد بلفور 1917م وتطورت عبر مرحلتين أساسيتين:
المرحلة الأولى: امتدت بين 1917 1935م طبعها ضعف التنظيم والطابع السلمي ضد الاستيطان الصهيوني، حيث عملت على توعية الفلسطينيين بخطر الحركة الصهيونية، كما تخللتها بعض الثورات المسلحة مثل ثورة 1921م، ثورة البراق سنة 1929م وثورة 1933م،. وكانت الأساليب المستعملة هي الاحتجاجات والمظاهرات والعرائض وبعض الثورات المسلحة.
المرحلة الثانية: انطلقت سنة 1935م تميزت بالتنظيم المحكم للكفاح الوطني المسلح ضد حكومة الانتداب البريطاني والاستيطان الصهيوني، من أهم محطاتها ثورة عزالدين القسام سنة 1935م والثورة الكبرى )1936م - 1939م( وقد واجهتها سلطات لالنتداب باعتقال ونفي وإعدام المئات من الفلسطينيين.🔺الخطوات التمهيدية لتوطين الكيان الصهيوني في فلسطين:
نتيجة الثورات التي قام بها الفلسطينيون ضد الاستيطان الصهيوني أصدرت بريطانيا الكتاب الابيض الأول بعد ثورة 1921م الذي أقر حق اليهود في فلسطين واستمرار هجرتهم، ثم الكتاب الأبيض الثاني سنة 1930م بعد ثورة البراق، الذي أكد على تسهيل قيام وطن قومي لليهود في فلسطين، والكتاب الأبيض الثالث سنة 1939م بعد الثورة الكبرى، والذي أكد على إنشاء دولة مستقلة في فلسطين في غضون عشر سنوات، بناء على مشروع تقسيم فلسطين إلى دولتين سنة 1937م )لجنة بيل(، الذي رفضه الفلسطينيون بشدة باعتباره يمهد لتأسيس الدولة اليهودية.
🔺خاتمة: بانتهاء الحرب العالمية الثانية وإنشاء منظمة الأمم المتحدة في 1945م، شهدت القضية الفلسطينية تطورات جديدة أدت إلى تأسيس الكيان الصهيوني سنة 1948م، مما أدى إلى استمرار الصراع في المنطقة.